كورالات من موسم آخر

هنيئا لمن وجد حزنه
تأبطه وسارا معا …
استيقظتُ ولم أجدني
دونما وداع
غادرتني رائحة المساء
الذي كان يغني سعيدا في أذن “مارسو اللوكو ”
فيما كنت أسند قلبي للحقيقة
كي أعدّ أياما
من رسائل قديمة
وشريط دومينو تهاوى غيرما مرة ..
أنا فقط أريد أن أعرف
أين اختفت الملائكة والأعشاش ؟
أين مضت الأقدام الغير العابئة بالعشب ؟
وكيف قاومت الورود الصلعاء
الليل الذي أفسدته المدينة ؟
هل يغفر لي العمر
ما أضمر له من وساوس
حين تهزني كورالات من الصمت
وأفتقد الهواء الذي يسيخ فوق أزهار قرميد بيتنا ؟

ليس من الضروري أن تكون ملاكا
ولا أن أكون فراشة
ولا أن نتخوف من أحلامنا
التي تشبه ظهيرة من أقواس وخيول وبرتقالات
تركناها بين السنابل للربيع القادم ..
ومضينا بحزن غير معقول
نشتت مخاوفنا على الأرصفة الوحيدة
ونهشم أحلامنا فوق مائدة من نحاس وأسف ..
من قديم
كانت نظراتنا ساهمة
في الشموع والمحار والشامات
التي تختبىء في أقصى النهار ..
الآن
بجبن لذيذ
واستسلام حقيقي
لم نكذب في المصير
وكذبنا في الحب الذي استحال أن يكون طعنة
صرنا كقميص ينسل كلما ابتعد عن البحر
وصارت دموعنا جاهزة للفرح الأخير ..
لا بد لنا من ولع آخر
فهذه الدهشة لا تمضي
والدهشة لها وجه الشتاء
والشتاء يذكرني بغربتي الأولى
وغربتي الأولى كانت في قرية اختارها الإعصار ..

لماذا أرى دموعك تسقط من عيني ؟
لماذا يكبر الحزن كلما عدت إليك ؟
أيها العالم

رباب بنقطيب