بين الذّات والعابِر..

خاص بـــ«مجلّة أفانين»، مرتضى موقدمين

 

أيّها العابِر، ألا تَرى؟
تراني متسائلًا هنا،
حائرًا هناك،
غير مبالٍ هنالِك.
ألا تَرى؟
شخصيّات تظهر حينًا
وتختفي حينًا آخر
أشباح تتسابق للبُروز في الذّات الواحدة
أمام مَرأى الحُضور الغائِب
الكائنُ الخفيّ الذي ركّز واستنبت الذّل والرّذيلة.
ألا ترى؟
أناس تناست خُطواتها
وتشابكت أحلامُها
حتّى اختلط الصالح مع الطّالح.
من هناك
لا بل من هنا
لا من هنالك..
ألا تَرى، أيّها العابِر؟
إنّه الهلاك الذي شب وشاب بين شوائب أشباه البشر.
ألا تَرى؟
يدٌ واحدة موحّدة
على أصابع مختلفة.
أهي قرعةٌ؟
أم تقسيمٌ ممنهجٌ؟
أم تسابقٌ همجيٌّ..
على البيت الحاضن
لكلّ مكوّنات المجتمع.
ألا تَرى؟
الأطياف تجوب في الأفقِ
كخليّة نحلٍ عاقرٍ
ملمومةٍ حول شهدة فارغةٍ
شهدت بما شهد به الأوّلون.
ألا تَرى؟
سنرقُص يوم العرض، أيّها العابِر،
على إيقاع أنغام الصّمت
المعبّر بلا حدودٍ..