كأنّنا نُريد.. كأنّنا نُعيد

منْ سرَقَ مِنّا العُروبةَ؟
من يُعِيدُ إليناَ
يومًا واحِدًا،
حيثُ:
الشَّعْرُ الأسوَدُ لا الأشقر،
ظِلالُ اللِّحِيّ القاتلةِ لا احمرارُ الملامح،
أوركسترا أمّ كلثوم لا سمْفونيّة بيتهوفن،
حيثُ:
كؤوس الشايِ
وأصالةُ الفناجين
و دواوين المُتنبّي.
نريدُ،
جَدًّا يجلِسُ القُرفصاءَ
و يتحدّثُ عن صِباهُ
بثراءٍ لا يُساويِ بخْسَ الــ”ted talks”
و لمّة عيدٍ تُغنِي عن عُزْلةِ عامِ ماركيز.
نريدُ،
أن نرتدي شهامةَ الأقصى
حيثُ:
شجاعةُ الأطفالِ حِجارةٌ
لا قصص ما قبلِ النوم.
لا نُريدُ دروسًا أمريكيةً
عن عُصبةِ الأمم
عن إمكانية السّلامِ في اعتناقِ الضُّعفِ،
ضعْفُنا التّراجعُ
ونهضتنا استمرار
نحنُ المصابُون بالعروبةِ في الوريد
إذاَ عَجَزَ الواحِدُ مِنّا، هتفَ:
“لا تخافو!”
والعاجزُ يرتجِفْ.
نحنُ شعوبٌ تكتَظُّ فيها الأوطانُ
وغُربتُناَ قُبّةٌ و زيتون.
نريدُ،
أن نعودَ ليومٍ
حيثُ الكلِماتُ تقسِمُ الأنفُسَ حُبًّا
حيثُ الولاءُ يعني: درويش لا ريتا،
حيثُ :”أُحِبُّكَ” تعنيِ أحِبُّكَ.. لا “I love you”
حيثُ الرفضُ يعني الرفضَ لا “I will try”
حيثُ الصّدقُ يعني الصّدقَ،
والاشتياقُ يُشْفىَ بالرّسائل،
و المجازُ وجدانٌ
عكسَ ركاكةِ الــ”Idioms”
نريدُ أن نبوحَ: “لستُ بخيرٍ”
دون أن تُلْقى على هيئةِ “I’m okay”
حيثُ الذكورة والأنوثةُ كبرياءٌ مختلف
يوصِلُ ذروةَ الكمال.
نريدُ،
اعتِذارًا يُحدِثُ دَوِيّاً
وغضبًا تُرىَ لهُ حِمَمًا
وغيرةً تثور لها القبائلُ،
وخيلاً و ليلاً و بيداءَ.
نريدُ لُغتَناَ
فمن يُدرِكُ العربيّةَ قبل السّقوط؟
عائشة كبدانيّ، وجدة