كأنّها تُغنّي..

 

كأنّ العصافير  تغنّي لانتهاءِ نهارِنا المقلوب

أو تضحكُ من رؤية “شيئين”.. يكبُران ويصغُران.. يلعبان ويبكيان.. يُفسّرانِ جدًا.. يفهمانِ.. ولا يفهمان..

كأنّها تغنّي لانتهاءِ مزاجِ النّهار الصّعب

حيثُ الشارعُ الوحيدُ والمبلل مثل قطّة، وحيثُ الضّوء المرتجف يغيّر تصوّرات الطّفلة عن النّور، حينَ وبغيرِ قصدٍ تقاطع والهواء في الركضِ بين صفيح المدينة المُعلّبة تمامًا..

كأنّها تغنّي لبداية ليلٍ من رمل، وستارة صفراء مرّة أخرى تعيد تشكيل وجهٍ فتّته “اختفاءات الموتِ”، فصعد كما ينزلُ الأنبياء.. وغادرَ “بمعجزة” أرضيّة صلبة تثقلُ صدره.. والحبّ ثِقل..

والمحاولة هي نجاةٌ من ملل الانتظار..

كأنّها تغني..

لفيلمِ السّهرة الجديد، وللأطفال العائدين من الممكِن الممتنع إلى الصّناديق المغلّفة بالسّيلوفان،

للمُشاهدين اللّزجين..

لمُخرجِ هذه اللّقطة من عُمْرِ العالم، وللمصوّر النائمِ منذ أكثر من شهرين..

ولشرطة الهجرة نحو الجنوب..

تغنّي.. لسلالاتِ سنابل القمح، ولحرف السّين المحذوفِ للضرورة في مقدمة الكلام

لتساقطِ الشّعر، وشحوبِ القلب، وللوردة التي لم نجد لها مدفنًا إلّا بتذكّر صورتها الأولى..

كأنّها تغنّي؛

إنّها تغنّي.

 

 

مهنّد ذويب، الرّباط