أيمكننا أن ننقذ العالمَ بـ«الشّعر»؟

خاص بـــ«مجلّة أفانين»، مريم أبروش

 

(خبر غير عاجل: لقد تمزّق رحمها)

 

نحن لا نقدم الورود هنا

نحن نَحمِل غصن زيتون، «زغرودةً» وكَفَنًا

هكذا نهنئ النّساء.

 

بدوري حملتُ غصن زيتون

وعلى استحياء دخلت،

وانتظرت..

انتظرتُ خبرًا.. ابتسامةً.. أو ربما نعشًا..

 

الشمعة الثالثة تزف دموعها الأخيرة هذه اللّيلة

لم نعد نملك شمعًا

لم نعد نملك دكانًا يبيع شمعًا

لم نعد نملك بقالًا يجلس في دكان يبيع شمعًا!

 

انتظرت كما الأخريات

لغظُ النساء يملأ الغرفة الصغيرة دفئًا، وقنابل العدوّ بالكاد سوّت منزل الخال سعيد بالأرض

سحقًا !

 

أ أفتح الشرفة وأتفقد؟

أتفقد مَن منهم الشّهيد ومن منّا الجريح؟

أ أطمئن على شجرة زيتون الجار أما تزال جذورها صامدة؟

ماذا جرى؟!

وما الذي سيجري تقول جدتي،

جبان مَن يقتل الأطفال، ويحرق الشّجر

 

بهدوء صارم تقول: لقد تمزق رحمها

ماذا؟!

لقد تمزق رحمها.

رحمها تمزق.

 

أ تدري ما معنى أن يتمزق رحم امرأة؟

أ تدري ما معنى أن

يَ

تَ

مَ

زّ

قَ

رَحِمُ

امرأة؟

 

دون أن تعيرَ لِفاهي المدهوش وحدَقَتَيّ المفتوحتين على وسعهما بالًا، استرسلتْ:

لقد خرجت الرّوح من الرّوح، وصعدت الروح إلى بارئها،

زفّوا الخبر لأحمد، ومن اليوم نادوه بـ«أبي الزهراء»،

احضروا الكفن من الخزانة واستعيروا بعضًا من المسك من عند الجارة

هيا !

زغردوا!

قالت.

 

في يدي غصن زيتون، ما أنا فاعلةٌ به؟

منحتها زغرودة وكفنًا

وخبأت الغصنَ للزهراء

 

خبر عاجل «الجبان استهدف المستشفى.. ومات الأطفال»

———

غرست غصن الزيتون

وانصرفتُ أنا لأكتب «الشّعر»

أ يمكننا أن ننقذ العالمَ بـ«الشّعر»؟