ظلال تحتَ الضباب: حكايةُ أرواح مستسلمة

خاص بـــ«مجلّة أفانين»،  سلمى سركالي

مرحبًا بك في المجهول،

في المدينة التي يغطيها الضباب والظلال،

حيثُ ينتظر سكانها، كل يوم، أشعة الشمس بلا هوادة،

يتكلمون لغة الصمت، وينتظرون ابتسامة من وجه السماء،

يتألمون ويأملون؛ محرومين من الحاضر والمستقبل،

ما كان لهذه الأرواح التائهة سوى أنْ تسلِّم أمرها لأهواء السماء…

 

هنا، حيث يتسرّب الحزن إلى الأرواح كالدخان،

تغدو الأحلام سجونًا وأوهامًا،

وتصبح الأماني رمادًا في مهب الرياح العاتية.

يا مدينة الضباب، هل من نجاة؟

نعيش في ظلام ظلال الخوف والطغيان،

وننتظر فجرًا قد لا يأتي أبدًا.

 

في قلب الليل يسكن الألم،

وفي أعماق الصّمت يختبئ الصراخ،

عالمنا محكوم بالعتمة، لا نعرف معنى الأنوار،

لا رجاء في هذا المدى المظلم،

ولا نور يبدد كآبة الأيام،

نسير عبر طريق مسدود،

والأمل يحتضر في زوايا العدم.

 

يا ساكني هذه المدينة «المنكوبة»،

أطلقوا الآهات في ليلٍ بلا نهاية،

حيث الأحلام تذوب في سوادٍ مُطلَق،
والموت يبتسم لكل صرخةٍ مستغيثة،
نحن في بحرِ الحزن نغرق،
وفي هاوية الظلام نفقد الكينونة،
والأمل يحتضر في صمتٍ مطبق…