جرِّب أنْ تُكلِّمَ نفسَك

خاص بـــ«مجلّة أفانين»، محمد المؤدن

كانَ يَشْنُقُ ظِلَّهُ في رُكْنِ جَسَدِهِ المَنْسِيِّ،

وَلا يُبالي لِصَرَخــاتِ بَقايا الحُضْــنِ الذي يُطَــــرِزُّ كَتِفَيْهِ؛

وَحْــدَهُ الجَفْنُ يُحَدِّثُ الغائِبينَ في أَحْلامِهِ،

وحَتى الأَعْيُنُ بَلْبَلَتْ لُغَتَها عَمْدًا.

تُرِكَ وَحيدًا، كانْ قَدْ عَلِمَ بِمَوْعِدِ رَحيلِهِ، بَقِيَ يَرْسُمٌ الكائِنَ الذي سَيُبْعَثُ فيهِ. ألقَتْ الرّيشَةُ سَهْوًا ما كانَ يُخْبِرُها أوْ رُبَّما لَمْ تَصْبِرْ: ذا قَدَرُهْ، أَضاعَتِ الأَلْوانُ ضَميرَهُ، بُعِثَ بِجَسَدٍ فارِغٍ بُعِثَ لِيَقولَ كُلَّ شَيْءٍ أَوْ لِيَصْمُتَ للأَبَدِ.

الصَّمْتُ ليس الصَّمْـــتَ الذي تَنْسُجونَ «زَرابِيَّهُ» مُغازِليـنَ

العَتَمَةَ الصَّمْتُ أَنْ: تُكَلِّمَ نَفْسَكَ بِكُلِّ اللُّغاتِ وَلا تَفْهَمَ

نَفْسَـكْ

هُوَ ســـــاعَةُ الفَزَعِ التي تَغْرَقُ فيها المَســـــامـــــاتُ

هُوَ هَزيمَتُنا التي نُـــعَذِّبُ أُمَّـهــاتِنــــــا لنُمارِسَهُ جشَـــعًا مِنْهُ

وَرَغْــبَةً مِنَّا جَرِّبْ «كَلِّمْ» نَفْسَكَ، فإِذا فَهِمْتَها فَأَنْتَ حُـــرٌّ

مِنَ

الصَّمتِ