رباط الحُلم

للسّيّارات على الطّوابير

للملحمة التي تنتهي اليوم

التي لربّما بدأت أمس..

 

للرّصيف الرّمادي المتحجّر

للعَلم الأحمر ثم الذي يليه

للبنايات الشّاهقة الشّاحبة

لكلّ شيءٍ لم يكتمل..

 

للحبّ الوثنيّ الأصفر،

اللّوحات الفنّية المتضمّنة،

المتضمّنة في الجدار..

المتجدّرة واللّولبية،

كشيءٍ مقصودٍ من دونِ قصد

 

للاتّهامات العميقة العقيمة،

للخسفِ الجميل الذي أعيه

ولا أتصدّى له

ولا أتمنّع..

 

لرباطِ الحُلم الذي ألتئمُ به

والذي أتحسّس به ذاتي

كأعمى يرى بالكوابيس

ومن خِلال نوافذ لزِجة

 

للعنفوان..

المحطّات القريبة البعيدة من بعضها..

كحبّ من طرف واحد

كالمتناقضاتِ في العالَم

الشّاسع زمكانا

المنكمش، المتقلّص والمنقبض

كإنسان بهوّيات قاتلة

 

كالحُلم الذي لم يكتمل

كبساط الحقيقة الذي أنكر ديكارت

كالمنهج المتّبع لبلوغ الحقيقة

تلكَ التي تنعدم، تشرئِبّ وتنسجم

تلوح في الأفق كصفعة هادئة!

مذعانة، ملجامة ويعقوبيّة القلب

تلك التي لا قلب لها!

كهوّة سقيمة حقيرة

 

للفجرِ الذي أبدأ معه لأوّل مرة

كقطار الرِباط الحليم

للنّسيم العليل الوفيّ

الزّائر لفجرين متتاليّين

 

لعُربونِ النجاة

وطوق الحضارة

ونهايةِ القذارة

للحُلم الورديّ

والحِلم المرئيّ

الذي راودني لفجرين متتاليّين

سأفوقُ المتوقعَ بكثير..

ولمرّتين..!

 

محمّد أشرف الشّاوي، الدّار البيضاء