بطعم.. الرّيح

 

ماذا سيحدثُ

لو جمعت كلّ أحاسيسك في علبة سجائر

ثم دخنتها دفعةً واحدة؟

 

يجيبُ صديقي:

فليدخنها الرّيح أفضل.

 

هل يدخن الريح سجائر رخيصة؟

هل يدخن العالم سجائر بطعم الذكريات

بطعم الكوابيس

هل يحدث هذا في مكانٍ ما؟

صديقي مثلًا يدخن الآن كلمات أغنية غراميّة

لقد استنشقت بضع كلمات..، فانتابتني رغبة فجائيّة في التدخين

ماذا عساي أدخن؟

 

أدخلت يدي في الجيب الأيمن من الذاكرة

فأخرجتها فارغة

أدخلت  اليسرى في الجيبِ الأيسر

هو الآخر فارغ

هل فقدتُ الذاكرة؟

ألا أملك ذكرياتٍ قابلةٍ للاشتعال؟

 

يقول صديقي:

كلّ الذكريات قابلة للاشتعال

فقط اكتُبْها على ورقة

و احرص على أن تلفّ الورقةَ سيجارةً

ثم دخّن كلّ ذكرياتك

ستعلق بملابسك رائحة السجائر

تسألك والدتك عند العودة إلى البيت عن هذه الرائحة

تجيب بأنك كنت في مقهى يدخن مرتادوه الذكريات

لا أخطئ رائحة ذكرياتك يا بنيّ، ترد الأم بحسرة،

تصمت.. تغادر البيت إلى المقهى

في المقهى يدخن الراديو أخبارًا عن قتلى و جرحى

عن جمعيّة نظّمت زواجًا جماعيًا..

استنشقتُ كلّ هذا.. سعلت بشدة

أدخلت يدك في الجيب الأيمن

أخرجت علبة السجائر

اخترت سيجارةً بطعم الحب

أشعلتُها..

وضعتُها على المنفضة

و تركتُها للريح…

 

محمّد الهدّار، بركان