- كيف حالك؟
- لا أعلم..!
- بماذا تشعر؟
- آه..
أشعُر برغبةٍ شديدةٍ في البكاء..
أرغب في البكاء حتّى لا تبقى أيّ عَبْرَةٍ داخلي..
أريد أن أَصْرُخَ بأعلى صوتي، لعلّ الحزن يدعني وشأني..
نفسي تُصارِع نَفْسِي، فَنَفْسِي لَمْ تَعُدْ تفهمُ نفسي!
لا أعلمُ ما الذي حدث لي..
أشعر وكأنّني جُرِّدْتُ مِن كلِّ معاني الفرح والسُّرور،
حتّى الابتسامة التي كنتُ أظنُّها سهلةً وكانت لا تفارقني، أصبَحتِ الآن غائبة..
أصبحت جسدًا يمشي بلا روح..!
عينِي لمْ تعدْ تتأمّل..
لساني لم يعدْ يُعبِّر..
قلبي لمْ يعدْ يعشق..
كطفلٍ يتيمٍ توّاقٍ للحنان أصبحت!
كطائرٍ مقطوع الجناحين لم يعدْ يحلِّق..
ككاتب كُسِرت أقلامه..
ككتاب بلا عنوان..
كشمعة ذابت، وظلام الليل لمْ يَزُلْ..
كقصيدة يتيمة..
كشاعر مسجون..
كوطن محتلّ..
كظمآن لم يجدْ غير السّراب..
كالمتنبّي بلا شِعر..
كابن المُلَوَّحِ بلا ليلى..
كجريرٍ دون الفرزدق..
كالخنساء دون صخر..
كالطّائيِّ دُونَ الكرَم..
كالسَّمَوْأَلِ دون الوفاء..
كالنّهار بلا شمس..
كالليل بلا نجوم ولا قمر..!
…
متى ستعود روحي إلى جسدِي؟
متى ستعود الابتسامة إلى فمي؟
متى سيُرجِع قلبي شغفه بالجمال؟
متى..؟
متى..؟
الكثير مِنْ “متى”
ولكن “متى”؟
لستُ أدري..!
حسين إقديم. ورزازات
Afanine
مجلة أفانين: هي منصّة إلكترونيّة حرّة، وشاملة، ومتنوّعة، تديرها جمعيّة كتّاب الزيتون والمعهد اللغوي الأمريكي بالدار البيضاء، وتضع على عاتِقها أن تفتحَ نافذةً، للكتّاب والفنّانين في المغرب، نحو آفاق الإبداع. تنشر المجلة أعمالًا أدبية وفنية للكتاب والفنانين الشّباب بالمغرب، بالإضافة إلى مقابلات، وبروفيلات، وفرص، وصور فوتغرافية، وغير ذلك. تروم المجلة تسليط الضّوء على إبداعات الكتاب والفنانين الصّاعدين بالمغرب.