القبر

قبرٌ أخرج منه…

أمشي

أتحسّس  كُلَّ  الحِيطانِ  المنثورة جنبَ الدَّرْبِ

أعُــــــدّ خُـــطايَ/الموتى،

الأرصِفةُ الثّكلى تَسمَعُ خَطْوِي…

فأُدِيرُ لها ظهري…

جسرُ العمرِ أرى الموتى تنهشهُ

والخارجُ مِن قبرِ الأحْياء يُغنّي..

زوَّادتهُ موّالٌ،

لا ماءَ يَخِيطُ بهِ وَجْهًا يتعفَّرُ بالشّمسِ…

 

ارْكَبْ هَذَا الدَّربَ

انزعْ أسْمَالَ السّفرِ…

اتْرُكْ تِلْكَ الجُثَثَ المُلْقاة على قارعةِ النسيان…

 

الخَوْفُ أمامكَ

والخَوْفُ وراءكَ

فاضرِبْ بِنشيدكَ هذا الخوَفَ الزاحفَ من بَطْحاءِ لَيَالِيكَ

لِكَيْ ينشقّ…

فيسري ظِلُّكَ غدرانًا منْ معنى:

ها هِي ذي الأرْضُ انْبَجَسَتْ مِنها عَيْنٌ

فاغْسِلْ ظِلَّكَ مِنْ كُلِّ الأقنعةِ /الآثامِ /الألوانْ

نَصِلُ الآنْ…

فلْتخرُج من قافلةٍ مُتَهَرِّئة بالأسفارْ

عَانِقْ هذا اليوم المُبْتَسِمَ ..

الآنْ..

– ويْ…؟ !

إنّي أدْخُلُ قَبْرًا…!

 

الشّاعر عبد الإله مهداد، وجدة