نهايةٌ مخيّبةٌ للآمال

مخيّبًا لكلّ الظّنون عدتَ. بعد أن تحاملْتَ على حياتك كلّ يومٍ، كأنّك عاهرةٌ أفسدَها الزّمن، “وهل يُصلِحُ العطّارُ ما أفسَدَ الدّهرُ؟”
معَلّقٌ من رِجلكَ إلى نهايةٍ مخيّبةٍ للآمال أكثر من الرّكل أو التعلّق، مبتئِسًا بالذي تصنَعه/صنعتْه كفّك، أنت الذي صرتَ تترجّل عن ظهرِ الزّمن والحياةِ وتختبِئ أمام شَتيتٍ من المختبئينَ مثلَك، بالجمّازة تسترجِع بعض الخوفِ لتتقوّى، وما الدّهر إلّا دكٌّ لك حتى تعتنِق الأرض مسمارًا جبانًا تهوِي دونَ أن تصدّ اللّطم عنك أو تتفوّه ولو بهواءٍ خفيفٍ. مرتبِكٌ ورِعديدٌ قامتَ الجنازة ولم تقعُد؛ وأنتَ إمّا فارٌّ من فكرَك الضّيق الذي يرضيكَ، أو حبيسُه إلى أن تجِد لك علّة تشغلك، إن وَجدتْها!.
بضربٍ في الأرض لن تخرقَ حتّى مِليمترًا مائِيّا، هناك بقاؤك الأوّل والأخير قدّام نفسِك تموت من الدّاخل لن تفرّ للخارجِ أبدًا، والخارج عنفٌ وشبكةٌ متعدّدة الرّسم ومعقّدة المراس، فلتنحدِر للأسفل الذي لا يرى! عمرًا تائِها.

 

محمّد أشرف الشّاوي، الدّار البيضاء