أسألك العِتق منّي يا الله!

أنا رقصةُ إزميل عند الحفر/ الثَّقب، أو صرخةُ إزميل حينما تعوي كلّ الفِخاخ التي غرستُها قبل فجرِ التّاريخ وكذبِه الذي لا يُسدّ. إنّني دائِم الهرب من أيّامي الحزينَة على انشراح جوّها، أنا دائمُ التّقوقِع ولا منطِق لي، سأدرِك تلك الرّغبة التي لا تُردعُ بدواخلي السّخيفة، لي يدٌ سخيّة وكثيرٌ من الهرب، ولي أصابعٌ لا تيأس من مواجهةِ الأبواب والتّصدي. أنا رقصةُ الفجرِ حينمَا يعانِق آخر الخيوطِ، يلامِس أوّل الصّراخ، يشرّدُ أوّل طفلٍ عن أبِيه، والأبٌ موتٌ لا أمل مِنْه.

يا الله! أرجوك صبّ بعض البَرد اللّاذِع بذراعيّ الواهنة، واجعل لي قمرًا أتمشّى به في النّاس. حينَما أسأمُ من ملاطفَة روحي، اجعل لي نقطَة ضوءٍ أو ستارًا أو جمرةً حتّى! أو حرًّا أتلذّذ بِه عندَ ناصيَة القهرِ. حينَما يبطش الزّمن بآخر حبّة شجاعةٍ في فروةِ رأسي الرّخوة، أرجوكَ أنْ تَكتب لي بين العِشق والموتِ علامةً تُرشِدني، وحتّى أحقّق بعض الشّذرات من أسطورةٍ شخصيّةٍ ضائِعةٍ!. فلتجعل لي بعض الهواءِ أو بعض الصّمت، أو أُحكم بالقبضِ على روح قلمِي المتوهّجة قبلَ النّدم وإبّانَه! أسألك العِتق منّي يا الله، ضاقتْ بي أيّامي في أوجِها وضِقتُ بنفسي، يا الله إنّني لا ألتمس “لمَا تمّ حشدُه من حديدٍ بألسِنتي سوى عذرِك!” إلهي إليك المرجعُ وعندك حسنُ المئَابِ.. إنّ الكرهَ يسطو على حصيرِ قلبي.

 

محمّد أشرف الشّاوي.