وساوِس الفصول

 

 

الشّجرة التي سقطت في طريقنا

لم تسقط سهوًا

بل بللّتها وساوس الفصول ..

لهذا؛ لم أعد أثق بالمطر

ولا بالدّقائق

و كلّما سمعت ” داليدا “

صار سهلًا على عينيّ أنْ تدمع

فالورد هنا غيرُ مألوف

و الزّنابق راضيةٌ بغربتها،

الدّيكة لم تَعُد تصيح،

و”الحلوة دي” لم تَعُد تستيقظ باكرًا..

لم تَعُد

تغريني

ألوان الخيول

خدود الورد

و لا البحيرات..

أهملت شٓعري و شِعري

و اتكأتُ جوار الماضي

أرتشفُ أكواب الشاي

و أُنصتُ لفيروز بوهن..

ترى

ما الأكثر قسوة

من شفة رضيع

من عازفي اللّيل

من سحنات بائعي الخُردة

من “ميرامار”  ليلًا ؟ ..

ما الأكثر قسوةً

من أن أدُسّ لهم موسيقى

فيدسون لي مِطرقة؟

أقطع فاكهة

أفكر في الأرملة ” مالينا “

أشرد

فتسقط قصائدي جثثًا باردة ..

أنا المرأة الأكثر تعبًا

أجعل من قلبي مكتب تحقيقات

و مقبرة لا يمرّ بها أحد

 

رباب بنقطيب. القصر الكبير