سَعِيدًا.. سَعِيدًا

عَلَى أَطْلَالِ السّابِع عَشْرَ

أَفقِدُ الشُّعُورَ بِالْحَيَاةْ

رُوَيْدًا.. رُوَيْدَا

 

عَلَى تِلَالِ السّابِع عَشْرَ

أَحْضُنُ السُّكُونَ فِي أَنَاةْ

شَرِيدًا.. شَرِيدَا

بَيْنَ بِيدِ السّابِع عَشْرَ

أَرْكُضُ نَحْوَ ذا السُّبَاتْ

طَرِيدًا.. طَرِيدَا

نَحْوَ ذَا السُّبَات الأَبَدِيّ

أَرْكُضُ وَالْكُلُّ مُشَاةْ

وَأَحْيَانًا يَخْتَفِي الْمُشَاةْ

وَأَظَلُّ تَائِهًا في الْفَلَاةْ ..

فِي هَجِيرِ السّابِع عَشْرَ

اَلْأَرْضُ صَارَتْ مَوَاتْ

أَيْنَ الْفَسِيلَةُ  فَأَغْرِسهَا ؟

مَتَى تَسْتَفِيقُ النَّسَمَاتْ ؟

أَنْثُرُ عَلَى لَوْعَتِي أَلْوَانًا

فَأُخْرِجُ النِّسْيَانَ فُرْشَاةْ

سَعِيدًا.. سَعِيدَا

أَرْجِعُ خُطْوَتَيْنِ

أُشاهِد سَوَادًا يَلْتَهِمُ الْكَلِمَاتْ

عَلَى صَفْحَةِ السّابِع عَشْرَ

تَبْهتُ الْكَلِمَاتْ

رُوَيْدًا.. رُوَيْدَا

مَكْتُوف الْيَدَيْنِ أُشَاهِدُ

شَرِيدًا.. شَرِيدَا

طَرِيدًا.. طَرِيدَا

 

  أُسَائِلُ المُشَاةْ:

مَا تَقُولُونَ لِمَرْءٍ اقْتَصَّ مِنْهُ السُّهَادْ ؟

مَتَى يَكُونُ حُرًّا

ينفُض عَنْهُ الرَّمَادْ ؟

سَعِيدًا.. سَعِيدَا

  أَحْيَانًا أُحِبُّ الْعَيْشَ

وَأَحْيَانًا أَقُولُ الْفَنَاءْ ..

وَدَائِمًا مَا يَذُوبُ الْقَوْلُ

حِينَمَا يَدْنُو الْمَسَاءْ ..

فَفِي دُنُوِّ الْمَسَاءِ أُسَائِلُ عَنْ مَاهِيَة الْفَنَاءْ ؟

كَيْفَ  يَشْعُرُ عَدِيمُ الشُّعُورِ فِي قَرَارَةِ السّوَادْ ؟

أَكُنْتُ قَبْلَ أَنْ أَكُونَ، أَمْ  كُنْتُ  مَحْض  هَبَاءْ ؟

أَأَكُونُ بَعْدَمَا وُجِدْتُ، أَمْ أَكُونُ  أَزَلِيَّ  الرُّقَادْ ؟

 أَكُونُ أَوْ لَا أَكُون ..؟

هَذَا هُو السُّؤَالْ ..

هَذَا هُوَ الْجَحِيمُ ..

هَذَا هُوَ الْوَبَالْ..

 

  فَلَا تَسْأَلْ يَا بُنَيَّ

إِنَّ فِي السُّؤَالِ حِبَالْ ..

وَالْفَهْمُ   يَبْدُو مُحَالاً

وَالرَّدُّ  يَبْدُو خَيَالْ !

لَا تَسْأَلْ يا بُنَيَّ، أَخْشَى عَلَيْكَ مِنْ عَاقِبَةِ السُّؤَالْ ..

أَخْشَى عَلَيْكَ مِنْ  حَصَاةٍ تَغْدُو أَشَمَّ  الْجِبَالْ

أَخْشَى عَلَيْكَ مِن قَصِيدَةٍ يُذِيبُهَا السُّؤَالْ..

قَصِيدَةٌ  تَحْمِلُ فِي عَرُوضِهَا الْجِبَالْ !

 كُنِ الْقَارِئَ  الَّذِي

يَنْسَى الْقَصِيدَةَ فِي الْحَالْ

كُنْ سَعِيدًا .. سَعِيدَا

عَلَى صَفْحَةِ السَّابِع عَشْرَ

لَمْ تُكْتَبْ  لِلْحُبِّ  قَافِيَهْ ..

لَنْ أُدَنِّسَ الْأَوْرَاقَ بِكَلِمَاتِ الْغَزَلِ الدَّامِيَهْ ..

لَنْ  تَصِيرَ قَصَائِدِي وَصْفًا للِنَّهْدِ وَالْغَانِيَهْ..

لَنْ تَصِيرَ قَصَائِدِي بِضْعَ سُطُورٍ حَافِيَهْ ..

وَإِنْ أَحْبَبْتُ فَحُبِّي

عَاطِفَةٌ سَامِيَهْ ..

تَحُومُ سَمَاءَ الْفِكْرِ

بَيْنَ كُلِّ سَارِيَهْ ..

وَتَقُولُ لِلثُّرَيَّا كُلَّمَا حَلَّ الْمَسَاءْ:

لَطَالَمَا كُنْتُ الْبَقَاءْ، وَطَالَمَا كَانُوا الْفَنَاءْ

عبد الكريم غاوش، القنيطرة