شَوق

أَيْ وردَتِي،

مُقلتَايَ اللَّتانِ أرَى بهمَا العالَم

عَزائيَ الوجُوديّ الأخِير،

لقَد أطَحتِ بقلاعٍ متينَةٍ في مَدينةٍ من سَوَاد

لقَد أحبَّكِ شَاعرٌ

ليسَ كالشُّعراءِ الّذين يظهرُون في التّلفَاز،

شَاعرُكِ هزيلٌ كسُنبُلةٍ لا تحملُ قمحًا

فارغًا إلاّ من الأسَى

و مُتجرِّدًا من المَاضِي،

شَاعرُكِ ورقةٌ أطاحَ بها خريفُ الزّمن

فتقاذفتهَا أقدامُ المَارَّة دُون عِبءٍ،

شَاعرُكِ كُتلةُ أحزانٍ

لكنّ كأسهُ مملُوءةٌ حُبًّا.

*

أَيْ وردَتِي،

أشتَاقُ لكِ بينَ كُلِّ رسالةٍ ورِسالَة

بينَ كُلِّ سِيجارةٍ وسِيجارَة

بينَ الرَّصيفِ والشّارعِ المُقابِل،

أشتاقُ إليكِ

كُلَّمَا أشرَقَتِ الشّمسُ ووَلَّت لمَسعاهَا

كُلَّمَا استَمعتُ للمُوسيقَى وحلَّ الظّلام

كُلَّمَا مررتُ على وردةٍ في إحدَى الحَدائق،

أشتاقُ إليكِ

بعدَ كُلّ تنهيدةٍ

وقَبلَ أن أكتُبَ قصائدِي،

فأنتِ قَصيدِي ومَقصِدِي

والشّمعةُ الّتي تُنيرُ فُؤادِي المُعتم،

فهَلُمِّي لأحضَانِي

نقتُلِ الأشوَاقَ بالهَمسِ والقُبَلِ.

 

رشيد سبابو